وصية مودع *** عندما آن الرحيل

وصية مودع *** عندما آن الرحيل

ذلك الرحيل الأبدي ماذا أعددنا له .. كلما هممت بسفر الدنيا
تذكرت سفرالآخرة والفرق بينهما كبير
زاد الدنيا وزاد الآخرة
سفر الدنيا اختياري وسفرالآخرة قسري

وصيتي

تلك الورقة التي عبثت بها سنين
كم تغيرت برحيل من سطرت أسماؤهم فيها
أمي .. أبي
بم أوصيكم فضلكم غمرني سنين
لم تقصرا يوما في تربيتي
سامحوني

اخوتى

أوصيكم بتقوى الله وبر والدكم وصلة رحمكم
اخوتى أوصيكم بملازمة بيوت الله
والرفقة الصالحة
اخواتى
أوصيكن بحجابكن والمحافظة على فرائض الله

شيخى الحبيب

لم أنسى يوما فضلك الذي أسددته لي
كم اجتمعنا على تدارس كتاب الله
كم دعوت لك في سجودي ووقوفي بين يدي الله
كم تناصحنا
حتى شدتك معي أحببتها
أحببتك في الله ويشهد الله
أوصيك بالدعاء لي أن يتغمدني برحمته
اخوانى فى الله
من جمعني الله بكم على طاعته
ربما قصرت يوما بحقكم
سامحوني
اسأل الله ان يجمعني بكمعلى منابر من نور

لحظة الوداع لاتصاغ الكلمات
إنما يفقد القاموس برمته

فكثيرا مارست الوداع قبل الرحيل
ودعت كل شيء إنها لحظات إنفصال أبديه عن ماكنت أنتمي إليه

لكن بعد الوداع سأقول بيت أهلي
هل وعيتم النقطة الفاصلة بين الوداع والرحيل
ودعت كل شيء

حتى الكلمات
ودعتها حرفا حرفا
فانا راحل
وكل شيء نتمي إليه نألفه نحبه يصعب علينا وداعه فماذا لو كان حتميا
لانملك معه الخيار
وداع الأحباب صعب

للوداع أحوال


كل يوم هو خطوة حثيثة نحوك ( الموت )
وكل شمس تشرق ( الموت )
هي لحظة غروب إليك ( الموت )
وكل ضحكة تسير مثقلة بك ( الموت )
تهتزني الرياح كل يوم ( الموت )
لتجذبني إليك ( الموت )
وتغرق سفينتي ( الموت )
لترميني على مرفاك ( الموت )
أنت أيها الموت
أهرب منك وإليك
حاولت كتابة وصيتي
لم آت سوى بأبيات متكسرة
ربما لأن الموت هو الإنكسار الأخير لنا
في هذه الدنيا
وكانت تحذير من الدنيا وهاهي تسير خجلى
هي الدنيا تنادي ساكنيها
ألا أيها الإنسان لا تسمع نداها
يحلي جــيدها ذهــب ودر
ويـقتل كل مقترب شذاها
فالعين حوراء والفم خاتم
والكل يسعى لتقبيل فاها
فتقبل ضيا وتدبر سوادا
وتسبي اللب لمن قد دعاها

فالخاسر هو من إعتقد بخلوده في هذه الدنيا